الهواتف المحمولة

سامسونج تفاجئ الجميع بإصدار Galaxy S26 Ultra بتقنية تبريد جديدة

سامسونج تفاجئ الجميع بإصدار Galaxy S26 Ultra بتقنية تبريد جديدة

عندما يظن العالم أن حدود التطوير في الهواتف الذكية قد وصلت إلى نهايتها، تظهر سامسونج لتقول: “ما زال في جعبتنا الكثير.” إصدار Galaxy S26 Ultra لم يكن مجرد خطوة جديدة في سلسلة الهواتف الرائدة للشركة، بل كان بمثابة إعلان ثورة جديدة في عالم تبريد الهواتف الذكية. هذا الجهاز لم يأتِ ليزيد عدد الكاميرات أو يلمّع التصميم الخارجي، بل جاء ليعالج واحدة من أعقد المشكلات التقنية التي تؤرق جميع الشركات: حرارة المعالجة والأداء المستمر تحت الضغط.

منذ سنوات وسامسونج تحاول الموازنة بين الأداء القوي والتبريد الفعّال، خصوصًا بعد أن أصبحت الهواتف الحديثة تحتوي على شرائح معالجة بقوة الحواسيب المحمولة تقريبًا. لكن المفاجأة الكبرى جاءت هذا العام عندما أعلنت الشركة عن نظام تبريد جديد كليًا داخل Galaxy S26 Ultra يعتمد على تقنية تبديد حراري سائلة هجينة متعددة الطبقات، وهي تقنية غير مسبوقة في أي هاتف ذكي حتى الآن.

هذا الإعلان لم يُحدث ضجة عادية، بل قلب موازين الصناعة بأكملها، لأن سامسونج لم تكتفِ فقط بتحسين الأداء، بل غيّرت المفهوم التقليدي لتبريد الهواتف من الأساس. فدعونا نغوص بعمق في هذا العالم الجديد لنفهم كيف تمكنت سامسونج من بناء نظام تبريد ذكي بهذا الشكل، ولماذا يعتبر Galaxy S26 Ultra أحد أكثر الأجهزة تقدمًا في تاريخ الهواتف المحمولة.

التصميم الخارجي: الفخامة التي تخفي وحشًا في الداخل

من النظرة الأولى إلى Galaxy S26 Ultra، قد تعتقد أنه تطور طبيعي لسلسلة S السابقة، لكنه في الحقيقة أعمق من مجرد تصميم محسّن. الهيكل المصنوع من التيتانيوم المقوّى ليس فقط للمتانة والمظهر الراقي، بل لأنه يلعب دورًا أساسيًا في النظام الحراري الجديد. فقد تم دمج التيتانيوم بطريقة ذكية ضمن هيكل الجهاز بحيث يساهم في توزيع الحرارة بشكل متوازن عبر الإطار بالكامل.

الجهة الخلفية تأتي بزجاج Gorilla Armor 2 الذي لا يعكس الضوء بشكل مزعج ويقاوم البصمات. ومع ذلك، فإن الانحناء الطفيف في الحواف لم يكن لمجرد الشكل، بل له وظيفة حرارية حقيقية: يسمح بمرور الهواء داخليًا في مسارات دقيقة جدًا خلف الشاشة لزيادة التبريد الطبيعي للجهاز دون الحاجة لأي مروحة.

حتى الشاشة – وهي لوحة Dynamic AMOLED 3X مقاس 6.9 بوصة بدقة 2K+ – تم تصميمها لتستهلك طاقة أقل بنسبة 15% عن الجيل السابق، مما يعني حرارة أقل وانبعاثات طاقة أدنى، لتتكامل مع منظومة التبريد الجديدة.

كل قطعة في تصميم Galaxy S26 Ultra تؤدي وظيفة، وليس هناك أي تفصيل وُضع عبثًا. وهذا ما يجعل التصميم هذه المرة ليس مجرد واجهة جمالية، بل جزءًا لا يتجزأ من منظومة الأداء والتبريد الذكي التي سنكتشفها لاحقًا.

نواة المفاجأة: نظام التبريد السائل الهجين

الابتكار الحقيقي هنا هو نظام التبريد الجديد الذي أطلقت عليه سامسونج اسم “AquaCore Thermal Engine”. هذا النظام يعتمد على مزيج من ثلاث تقنيات تعمل بانسجام تام:

  • غرفة بخار (Vapor Chamber) أعيد تصميمها بالكامل لتكون أوسع بنسبة 50% من الجيل السابق، لكنها أقل سمكًا بنسبة 30%
  • قنوات دقيقة لنقل السائل المبرد داخل طبقات نحاسية موصلة حراريًا تعمل بالضغط السلبي
  • مادة نانوية جديدة من الجرافين السائل تعمل على امتصاص الحرارة من المعالج وتوزيعها خلال أجزاء متعددة من الجهاز

تخيل أن هاتفك يعمل على أقصى طاقته أثناء تصوير فيديو بدقة 8K أو تشغيل لعبة ضخمة، في حين يظل بارداً بشكل ملحوظ. هذا ما يفعله نظام AquaCore؛ إذ يقوم بسحب الحرارة من نواة المعالج إلى الغرفة البخارية، حيث تتحول جزيئات السائل إلى بخار، ثم تتكاثف مجددًا بعد التبريد، لتبدأ الدورة من جديد بشكل مستمر وسلس دون أي تدخل خارجي.

ما يميز النظام هو أنه ذكي ويتفاعل مع الاستخدام في الوقت الفعلي. فعندما تفتح تطبيقًا خفيفًا، يعمل النظام بوضع اقتصادي يخفف من نشاط القنوات الداخلية، بينما في الألعاب أو المهام الثقيلة يرفع الأداء الحراري تلقائيًا دون أن تشعر.

هذه التقنية وحدها جعلت Galaxy S26 Ultra يحقق نتائج حرارية مذهلة في الاختبارات الأولية؛ حيث لم تتجاوز حرارة الجهاز 39 درجة مئوية أثناء أداء مهام كانت ترفع حرارة الأجهزة المنافسة إلى أكثر من 46 درجة.

المعالج الجديد: قوة بلا حدود

يأتي Galaxy S26 Ultra بمعالج Exynos 2600 Ultra المبني بتقنية 3 نانومتر الجيل الثالث من سامسونج نفسها، والمفاجأة أن هذا المعالج صُمم من الأساس ليتكامل مع نظام التبريد الجديد. المهندسون في سامسونج وضعوا خريطة حرارية دقيقة لتوزيع مكونات الشريحة بحيث تنتقل الحرارة بشكل متوازن نحو مسارات التبريد المخصصة في الهيكل.

المعالج يحتوي على 10 أنوية، منها أربعة للأداء الفائق بسرعة 3.5GHz، وأربعة متوسطة، ونواتين للكفاءة القصوى. الأداء في الألعاب ارتفع بنسبة 22%، بينما انخفض استهلاك الطاقة بنسبة 19% مقارنةً بـ S25 Ultra.

لكن السر هنا ليس في الأرقام وحدها، بل في الاستمرارية؛ أي أن الهاتف يستطيع الحفاظ على أداء عالٍ لفترات طويلة دون اختناق حراري (Thermal Throttling). وهذا ما جعل النقاد يصفونه بأنه “أول هاتف ذكي فعلاً مخصص للاستخدام الاحترافي المستمر”.

تجربة الألعاب والرسومات

لأول مرة، أضافت سامسونج في واجهتها الجديدة “GameCore Engine” وضعًا مخصصًا للألعاب الثقيلة. عند تشغيل لعبة مثل Genshin Impact أو Call of Duty Mobile، يقوم النظام تلقائيًا بتعديل سرعة التبريد وتوزيع الطاقة بين المعالج ووحدة الرسومات. وقد لاحظ المستخدمون في الاختبارات الأولية أن معدل الإطارات ظل ثابتًا عند 120 إطارًا في الثانية بدون أي انخفاض مفاجئ، حتى بعد 40 دقيقة من اللعب المتواصل.

إلى جانب ذلك، تم دعم الهاتف بوحدة معالجة رسومية Xclipse 940 المبنية على معمارية AMD RDNA3، مما يمنحه قدرة واقعية في تتبع الأشعة (Ray Tracing) ودرجات حرارة مستقرة بشكل لافت.

التجربة الرسومية أصبحت أقرب إلى تجربة حاسوب محمول مخصص للألعاب، مع فارق أن هذا كله موجود في جهاز بسمك 8.2 ملم فقط!

الكاميرا والأداء البصري

رغم أن التركيز في هذا الإصدار كان على التقنية الحرارية، إلا أن سامسونج لم تُهمل الكاميرا. فالكاميرا الرئيسية بدقة 200 ميجابكسل تأتي بمستشعر جديد كليًا باسم ISOCELL TitanX، يعتمد على بنية متقدمة لتقليل الحرارة الناتجة عن معالجة الصور الكبيرة. وهذا التكامل مع نظام التبريد جعل الهاتف قادرًا على التقاط صور بدقة عالية دون ارتفاع حرارته حتى في ظروف الإضاءة الشديدة أو أثناء التصوير الليلي المطول.

إضافة إلى ذلك، أصبح تصوير الفيديو بدقة 8K أكثر سلاسة، إذ إن الهاتف لا يعاني من التقطيع أو السخونة بعد دقائق من التسجيل كما في بعض الأجهزة المنافسة.

واجهة الاستخدام الجديدة: One UI 8.0

سامسونج استغلت التبريد الجديد لتطوير واجهتها بشكل أعمق. الواجهة الآن أصبحت تستخدم ما تسميه الشركة “Adaptive Thermal Control”، وهو نظام يقوم بتعديل سلوك النظام الداخلي وفق حرارة الجهاز. فمثلًا، إن لاحظ النظام ارتفاعًا بسيطًا في الحرارة أثناء استخدام تطبيق ثقيل، يقلل مؤقتًا من سرعة الرسوميات بدلًا من خفض التردد العام، مما يعطي توازنًا مثاليًا بين الأداء والراحة الحرارية.

واجهة One UI 8.0 أيضًا تتكامل مع الذكاء الاصطناعي الجديد الذي يتعلم سلوك المستخدم لتوقع المهام المستقبلية وتوزيع الطاقة مسبقًا قبل أن يطلبها المستخدم فعليًا. وهذا التنبؤ يساهم في تقليل الحرارة من الأساس.

البطارية والشحن

يأتي الهاتف ببطارية ضخمة بسعة 5500 مللي أمبير، وهي مصممة خصيصًا لتحمل الاستخدام الكثيف في درجات حرارة منخفضة. النظام الحراري هنا لا يبرد المعالج فقط، بل يمتد تأثيره إلى البطارية أيضًا، مما يمنع تمدد الخلايا الداخلية ويطيل عمرها بنسبة تصل إلى 30% عن الأجيال السابقة.

أما الشحن فسرعته تصل إلى 100 واط سلكيًا و50 واط لاسلكيًا. والجميل أن الحرارة أثناء الشحن أقل من أي وقت مضى، إذ تم توجيه الحرارة المتولدة إلى الجزء العلوي من الجهاز لتفريغها تدريجيًا دون التأثير على البطارية نفسها.

الاستدامة والتصميم البيئي

لم تغفل سامسونج عن الجانب البيئي؛ إذ استخدمت في Galaxy S26 Ultra ما يزيد عن 40% من المواد القابلة لإعادة التدوير. حتى مادة التوصيل الحراري بين المكونات الداخلية مصنوعة من مركب جديد صديق للبيئة، لا يحتوي على المعادن الثقيلة المستخدمة سابقًا في صناعة الموصلات الحرارية.

ردود الفعل الأولية

منذ اللحظة الأولى للإعلان، امتلأت مواقع التقنية حول العالم بالمفاجأة. حتى المنافسون المباشرون مثل آبل وشاومي وهواوي اضطروا للاعتراف بأن سامسونج قدمت قفزة حقيقية في علم الحرارة داخل الهواتف الذكية. العديد من المراجعين لاحظوا أن الهاتف لا يسخن تقريبًا، حتى مع الاستخدام المتواصل في الكاميرا أو الألعاب، وهو ما لم يحدث من قبل.

نظرة مستقبلية: هل بدأت حقبة الهواتف الباردة؟

ربما يكون Galaxy S26 Ultra بداية حقبة جديدة تمامًا في عالم الهواتف الذكية. فما قدمته سامسونج ليس مجرد ميزة تقنية عابرة، بل مفهوم جديد لطريقة عمل الأجهزة المحمولة. من الآن فصاعدًا، لن تكون مسألة “عدد الأنوية” أو “كم ميجابكسل” هي ما يحدد قوة الهاتف، بل قدرة الجهاز على إدارة الحرارة بذكاء، لأنها المفتاح الحقيقي لاستمرار الأداء العالي.

وفي ضوء ذلك، من المتوقع أن نرى الشركات الأخرى تسارع لتقليد هذه التقنية خلال العام القادم، وربما نرى نظام التبريد السائل الهجين كمعيار أساسي في كل الهواتف الرائدة مستقبلاً.

الخاتمة

هاتف Galaxy S26 Ultra ليس مجرد إصدار جديد من سلسلة مشهورة، بل هو علامة فارقة في تاريخ سامسونج وفي صناعة الهواتف الذكية عمومًا. فمن خلال التقنية الجديدة في التبريد، أثبتت سامسونج أنها قادرة على حل واحدة من أعقد مشاكل الأداء دون المساس بتصميم الهاتف أو حجمه. المستخدم اليوم أمام تجربة غير مسبوقة: أداء خارق، حرارة شبه معدومة، وعمر بطارية أطول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *